سلم رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب معالي وزير الثقافة في دولة الإمارات العربية سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان قرار الجامعة اللبنانية بمنحه شهادةَ دكتوراه فخريةً في الآدابِ والعلومِ الإنسانيةِ تثميناً لجهودِه في خدمةِ المعارفِ والتعليمِ العالي والفنونِ. كما وجّــه رئيس الجامعة اللبنانية دعوة رسمية لسمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان لتسلّم الشهادة في احتفال خاص يُقام في لبنان.

فيما يلي كلمة الرئيس أيوب:

السيداتُ والسادةُ..

أيُّها الحفلُ الكريمُ....

بمناسبةِ اليومِ اللبناني الإماراتي يسعدُني ويشرّفُني أن أرحّبَ بصاحبِ الرعايةِ لهذا الحفلِ الكريمِ، سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان كما أرحبُّ بالحضورِ الكريم، على أملِ أن يشكّلَ هذا اليومَ محطةً أساسيةً على طريقِ الأخوّةِ والتكاملِ بين البلدين الشقيقين لبنان والإمارات..

وبعد،

إنّ العلاقاتِ الأخويةَ التي تربطُ بين دولَتي لبنانَ والإماراتِ تدفعُ بنا إلى البحثِ عن أفضلِ السبلِ المؤديةِ إلى الارتقاءِ بهذه العلاقاتِ على مختلفِ الصعدِ، خاصةً أن دولةَ الإماراتِ الشقيقةِ قد أثبتَتْ وقوفَها إلى جانبِ لبنانَ على الدوام، ولم تتوانَ قط عن ممارسةِ دورِها الأخوي الداعمِ للبنانَ في نهوضِه وتجاوزِ أزماتِه التي عصفَت به..

من هنا، نحن نتطلعُ إلى تحقيقِ نقلةٍ نوعيةٍ على صعيدِ العلاقاتِ الثقافيةِ والأكاديميةِ والمعرفيةِ والبحثيةِ بين الجانبين. وفي هذه المناسبةِ يشرّفُني أن أعلنَ عن استعدادِ الجامعةِ اللبنانيةِ لمدِّ يدِ التعاونِ إلى الأشقاءِ في الإماراتِ من أجلِ البحثِ في الأطرِ العامةِ والصيغِ العمليةِ التي تتكفّلُ بتحقيقِ المرتجى وبلوغِ المطلوب.

أيها الحفلُ الكريمُ...

 لقد استطاعَتْ دولةُ الإماراتِ أن تقدّمَ تجربةً حضاريةً رائدةً وفريدةً أذهلَتِ العالمَ، ودفعتِ العديدَ من الدولِ إلى محاولةِ الاحتذاءِ بحذوِها والاقتداءِ بها، ما أدى إلى إعلاءِ شأنِ العربِ على مستوى العالمِ وإثباتِ أنّ العربَ أمةٌ حية ٌقادرةٌ على الإنتاجِ والنهوضِ والإبداعِ.. وبالتأكيدِ ما كان لهذه التجربةِ أن يُكتبَ لها النجاحُ وبلوغُها هذا الحد من التميز لو لم يكن خلفَها رجالاتٌ عظامٌ جديرون بإدارةِ الدولةِ والنهوضِ بها وعلى رأسِهم صاحبِ السموِّ رئيسِ دولةِ الإماراتِ الشيخِ خليفة بن زايد آل نهيان، إلى جانبِ رجالٍ آخرينَ، يأتي في مقدمتِهم معالي الوزيرُ سموُّ الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الذي استطاعَ النهوضَ بالأعباءِ الثقافيةِ والأكاديميةِ والبحثيةِ في دولةِ الإماراتِ، فكان لإرشاداتِه المنيرةِ، وجهودِه الحثيثةِ، وإدارتِه الحكيمةِ، الأثرُ المباشرُ في جعلِ الإماراتِ واحةً ثقافيةً ومنارةً تعليمية وصرحاً بحثياً..

على هذا الأساس، وبناءً على ما تقدّم، يشرفُني أن أعلنَ أمامَكم عن قرارِ الجامعةِ اللبنانية، بالنيابةِ عن الحكومةِ اللبنانيةِ والشعبِ اللبنانيِّ، مَنْحَ سموِّ الشيخِ نهيان بن مبارك آل نهيان شهادةَ دكتوراه فخريةً في الآدابِ والعلومِ الإنسانيةِ تقديراً لجهودِه في خدمةِ المعارفِ والتعليمِ العالي والفنونِ، وتأكيداً من الجامعة على رقيّهِ في الثقافةِ والعلومِ، وتعمّقِه في المعرفةِ وتفانيه في خدمةِ العلمِ والمتعلمين.

وفي هذه المناسبةِ يشرّفُني دعوةُ سموِّ الشيخِ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى بلدِه الثاني لبنانَ لتسلّمِ الشهادة في إطارِ احتفاليةٍ خاصةٍ تُنظمُها الجامعةُ اللبنانيةُ في وقتٍ يتمُ تحديدُه لاحقاً بالتنسيق مع سموه، حيث لا ريبَ لدينا أنّ هذه الزيارةَ المباركةَ سوف تكون مناسبة عظيمة لتوطيد العرى الثقافية والأكاديمية بين بلدينا، وسوف تبعثُ على البهجةِ والفرحِ في الأوساط ِاللبنانيةِ، ويكونُ لها أطيبُ الأثرِ على أهلِ الجامعةِ ومختلفِ الفرقاءِ اللبنانيين.

وفيما يلي اسمحوا لي أيها الحفل الكريم أن أقرأ على مسامعكم نصّ الدعوة من مجلس الجامعة إلى سمو الشيخ.

حضرةَ معالي وزيرِ الثقافة في دولة الإمارات.

سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان حفظَكم الله وسددَ خطاكم.

نظراً لما حباكم اللهُ به من معرفةٍ وقيمٍ، وما تتمتعون به من شخصيةٍ رائدةٍ في مجالِ الثقافةِ والعلوم، وانطلاقاً من جهودكم المباركةِ في رعايةِ وإدارةِ مسيرةِ التعليمِ والبحثِ العلمي في دولةِ الإمارات، وبناءً على دوركم الرائدِ في تنميةِ ودعمِ المجالاتِ التعليميةِ والبحثيةِ على صعيدِ العالمِ العربي..

قررتْ الجامعةُ اللبنانيةً منحَ معاليكم شهادةَ دكتوراه فخريةً في "الآدابِ والعلومِ الإنسانية" عربونَ محبةٍ ووفاءٍ وتقديرٍ لشخصكم الكريم. وهي تتشرفُ بدعوتكم إلى بلدكم الثاني لبنانَ لاستلامها في إطارِ مراسمَ احتفاليةٍ تشاركُ فيها أسرةُ الجامعةِ اللبنانيةِ ونخبةُ المجتمعِ اللبناني من أهلِ السياسةِ والإعلامِ والثقافةِ، وذلك في تاريخ يتم الاتفاق عليه مع سموه.

أيها الحفل الكريم..

 إنّ لبنانَ حكومةً وشعبًا يشعرُ ببالغِ الامتنانِ لدولةِ الإماراتِ العربيةِ المتحدة على احتضانِها له ووقوفِها إلى جانبه، وإنّ الجامعةً اللبنانيةً إذ تسعى اليومَ إلى تكريمِ سموِّ الشيخِ نهيان بن مبارك آل نهيان، فإنها بذلكَ تأملُ أن يكون الأمرُ تكريماً لدولةِ الإماراتِ قادةً وشعباً كعربونِ وفاءٍ وعرفانا بالجميلِ من سائرِ اللبنانيين إلى أشقائهم الإماراتيين.

 في الختام أشكرُ لكم حضورَكم وأسأل الله التوفيق لنا جميعاً.. عشتم.. عاشَ لبنان.. وعاشت دولةُ الإمارات وعاشتِ الجامعةُ اللبنانية..