سعادةَ نقيبِ أطباء الشمال الدكتور عمر عياش

حضرةَ عميدِ كلية العلوم الطبية الدكتور بيار يارد

حضرات الأساتذة والموظفين

أهلَنا الأعِزَّاء

أبناءَنا الطلبة

أيها الحفلُ الكريم

تَتجدَّدُ الفرحةُ مع كلِ رعيلٍ وتتكررُ البسمةُ ابتهاجاً مع كلِ تخرُّج، فأهلاً بكم في هذا اليومِ المُفْعَمِ بالنجاحِ والزاخرِ بالعطاء.

إنَ الجامعةَ اللبنانية  شريكٌ فاعِلٌ في شؤونِ المعرفةِ وإغناءِ مَلِكاتِ العقلِ وإنماءِ الفضيلةِ بتقويمٍ للرأي وتَهذيبٍ لِمَساراتِ السلوكِ وتَوْسيعٍ لآفاقِ النفسِ البشريةِ من أجل تمكينِه في تحقيقِ إنسانيتِه، وهذه ورشةٌ دائمةٌ نتقاسمُ العملَ فيها دون اكتفاء ، من أجلِ جامعةٍ راقيةٍ وحضارةِ وطن.

إنَّ مسيرةَ الجامعة عملٌ يَفرحُ له كلٌّ مَنْ تَعْنِيه هذه الجامعةُ لأنه انْحِيازٌ للمعرفةِ والحقيقة، وإنَّ السعيَ للرُقيِ حاجةٌ يهدفُ إليها كلُّ طامحٍ تسامَتْ غايتُه وعلَتْ مراميه، وإذ أتكلّمُ عن الجامعة فإنّني أتكلّمُ عن مؤسسةٍ أُنيطَتْ بها رسالاتٌ فاقَت رسالةَ التعليمِ بما لدورِها مِنْ أهميةٍ مرتبطةٍ بالمُواطنةِ الصحيحة والإنتماءِ الصادق ، فتطويرُها وتعزيزُها غايةُ أبناءِ الوطنِ المخلِصينَ مِنْ أجلِ تَوثيقِ وحدتِه، وإنَّ الحرصَ على سِمعتِها هو حقٌ ليس على أهلِها فَحَسْبْ بل على كل من تَعْني له هذه الجامعة التي هي مصدرُ التَصْحيحِ والتَصْويبِ لكل خَلَلٍ وشَوائِب.

نحن في الجامعةِ اللبنانيةِ نُدَرِّسُ المُواطنةَ والولاءَ وصِدْقَ الإنتماء، ونحن في الجامعة اللبنانية لدينا قوانينُنا وأنظمتُنا التي نَسْتَلهم منها دورَنا الإداريَ في تَسْييرِ شؤونِها، بعيداً مِنْ كلِ ما يناقضُ مبدأ تَكافُؤ الفُرص واعتمادِ الأهلية.

أيها الحضورُ الكريم.

نحتفلُ اليومَ بتخريجِ دُفعةٍ جديدةٍ من مُتخرجي كليةِ العلوم الطبية في الجامعةِ اللبنانية لِتَنْضَمَّ إلى قوافلِ المُتخرجينَ الذين انْخرطوا  في الحياةِ العملية بعد أنْ اكتسَبوا المهارات ونالوا الشهاداتِ التي أهّلَتْهُم لحياةٍ جديدة.

ونَفْخَرُ بما تُعطيهِ هذه الكليةُ من هاماتٍ طِبيةٍ عالية أرْسَتْ حقائقَ دامغة في عالمِ الطبابة، وباتتْ مِنَ الكلياتِ المتطورةِ والمنظورةِ في الجامعات العربية والغربية بعد أنْ بَرْهَنَ خِريجوها الأطباءُ عن جدارتِهم بفوزٍ ونجاحٍ عالَمِيين.

أيها الخريجون.

إذا كان الزمنُ الذي نعيشُه اليوم هو زمنُ الإبداعاتِ العِلميةِ والإكتشافات ، فهذا لا يعني أنَّ الطبَّ قد وصلَ إلى غايتِه، فالأدواءُ إلى ازديادٍ ، لا سيما بعدما غَزَتْ البشريةَ أمراضٌ أصبحت تُشكلُ خطراً على المجتمعاتِ في كل دولِ العالم، لذلك يَبقى الطبيبُ وحدَه مَنْ لا يكتفي بما وصلَ إليه.

إنَّ هذه الكليةَ التي نجحتْ ونالتْ سِمْعةً مَرْموقةً اكتَسَبَتْها بفضلِ تَعَبِ القيّمينَ عليها والعاملينَ فيها، حَريصةٌ على التَواصُلِ معكم أينما كنتم، وهذه الأمانةُ التي تحملونَ اليوم عليكم احتضانُها بكلِ ما تَمْلِكون من عزيمةٍ وقُدرة ، ولا تَحْسبوا تَخَرُّجَكُم فيها خروجَكم منها.

هنيئاً لكم هذا التخرج ، ولا تَتركوا فرصةً للغرور تَتَسَلَّلُ لنفوسِكم، فَتُنْسيكم دورَكم، وإنَّ الشهادةَ التي حَصَلْتُم عليها ليست تَتْويجاً للعِلمِ بل بابٌ إليه، فَتَزَوَّدوا ما استطعتم.

ولا تَنسوا آمالَ أهاليكُم بكم وطموحاتِهم فيكم، كما لا تَبْخلوا بالتواصُلِ مع مَنْ زوّدَكُم عِلْماً وأخْرَجَكم رجالا.

وفَّقَكم الله ومُباركٌ لكم النجاح.

عشتم وعاشت الجامعة اللبنانية وعاش لبنان.