برعاية وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران وبمشاركة منتدى المعارف – بيروت، نُظّمت في "معرض بيروت العربي الدولي للكتاب – 63" ندوة فكرية ناقشت كتابي "التنشئة على العصبية " لعميد معهد العلوم الاجتماعية الأسبق البروفسور فريدريك معتوق بالتعاون مع الدكتور فادي دقناش و"العصبية في المجتمع الرقمي" للبروفسور نديم منصوري/أستاذ في معهد العلوم الاجتماعية.

وحضر الندوة كلّ من النائب إدغار طرابلسي والنائب علي درويش ونائب الحاكم الأول لمصرف لبنان البروفسور وسيم منصوري وأمين عام مجلس النواب الأستاذ عدنان ضاهر ومحافظ بعلبك الهرمل الأستاذ بشير خضر، إضافة إلى عمداء ومدراء عدد من كليات الجامعة اللبنانية وفروعها ومجموعة من الطلاب وأعضاء شبكة التحول والحوكمة الرقمية في لبنان وفاعليات ثقافية واجتماعية.

في مستهل الندوة، تحدث البروفسور معتوق فأشار إلى أن لا خروج من مشاكلنا ولا خروج لنا إلى الحداثة إن لم نُقلع عن عصبياتنا.

وأضاف: "شرفٌ كبير لنا أن يكون بيننا رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران الذي يجسّد اليوم الجسر المفتوح بين شقّي العلوم الدقيقة والعلوم الإنسانية، كما يشرفنا أن يكون معنا الدكتور مصطفى حجازي وهو من الباحثين الذين أسسوا لعلم النفس في لبنان والعالم العربي".

رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور بسام بدران فنّد في كلمته رأيه في كتاب "العصبية في المجتمع الرقمي"، لافتًا إلى المحاولة الجريئة والسبّاقة للبروفسور منصوري الذي أضاء على مسائل حسّاسة ناتجة عن الانتشار السريع للمجتمعات الرقمية مع ما تحمله من تعصب وتحريض وبث للكراهية قد توصل إلى نزاعات وحروب واقعية.

وأكد الرئيس بدران على نجاح البروفسور منصوري بالإضاءة على أخطر الأمراض المجتمعية أي "العصبية"، وذلك عبر تشريح مفاهيم العصبيات والكراهية السائد في عدد من المجتمعات ومنها المجتمع اللبناني، إضافة إلى إبراز أشكالها المتعددة وكيفية استفادتها من التكنولوجيا الرقمية لتعميم العنصرية أو التعصب القومي أو السياسي أو الديني ونبذ الآخر بطرحه أمثلة على ذلك كإغراق المجتمع الرقمي بحوارات خطرة لا تستند إلى العقل وقوة المنطق بل إلى العاطفة والغريزة، وكل ذلك بهدف تعبئة الناس وجرّهم إلى حروب وصراعات تحت عناوين مخادعة لا تخدم سوى المتحكمين بالتقنيات والتكنولوجيا.

وأكد الرئيس بدران أن الجامعة اللبنانية تشكل البيئة الحاضنة لهذا الإنجاز كما غيره من المؤلفات والأبحاث والمنشورات، مؤكدًا أن الجامعة تدرك دورها الريادي ومسؤوليتها الأخلاقية والقانونية والوطنية في مواجهة مختلف الظواهر السلبية التي تعصف ببلدنا من خلال الحوار والقلم والبحث والكتاب.

كما نوّه الرئيس بدران بالقيمة العلمية الكبرى التي يمثلها العميد فريدريك معتوق - العميد الباحث والأكاديمي الذي أمضى عمره وهو يعمل لتعزيز موقع الجامعة اللبنانية العلمي والفكري، آملًا أن تبقى بيروت منارة العلم ومدينة الكتاب وان تبقى الجامعة اللبنانية حاضنة العلماء والباحثين.

وفي الختام، شكر الرئيس بدران النادي الثقافي العربي على إعادة إحياء هذه التظاهرة الثقافية التي تشكل رئةً حيوية يتنفس لبنان وحدةً وقوة من خلالها.

بعد ذلك، تحدث عريف الندوة الدكتور مصطفى حجازي عن كتاب "التنشئة على العصبية " للبروفسور معتوق، فأشاد بالمنهج البحثي المعتمد في الكتاب والذي يجب أن يُعمم في الدراسات النفسية والاجتماعية.

كما أشار إلى أن محتوى الكتاب بيّن كيف أن المدرسة أو المصنع في الغرب يقولب الإنسان على المواطنة وعلى المجتمع المدني، بينما مازال قانون الأسرة والعائلة والعشيرة والطائفة في الشرق هو المرجع في التنشئة.

من جهته، اعتبر البروفسور منصوري أن كتابه هو مشروع فكري متكامل يوفر معرفة جيدة بالبيئة العصبية.

وقال: "ما حاولت فعله في هذا الكتاب، أنني أضأت على الكثير من المصطلحات التي دخلت من حيث لا ندري إلى مواقع التواصل الاجتماعي فأثقلتها بالكراهية والشحن والتشهير والقدح والذم، وفي هذا الكتاب لم نتبنى مصطلح خطاب الكراهية كما هو معتمد في الأمم المتحدة بل تبنّينا مصطلح آخر هو خطاب العصبية."

وأشار البروفسور منصوري إلى أنّ الكتاب هو مشروع متكامل ولهذا السبب شدّد على ضرورة التكامل في هذا الأمر على مستوى الجامعة ومراكز الأبحاث والمجتمع التشريعي والمجتمع السياسي.