نظّمت مبادرة "نحنا حدّك" من كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانيّة في الجامعة اللبنانية بالتعاون والتنسيق مع منتدى الحلقة الزرقاء والتجمّع اللاكاني العالمي في فرنسا ندوة علميّة بتاريخ 29 تشرين الأول 2022 في قاعة المؤتمرات/مبنى الإدارة المركزية – المتحف، وذلك بحضور نحو مئتين وخمسين شخصًا من أساتذة وطلاّب وخرّيجي قسم علم النفس في الجامعة اللبنانيّة وعدد من الجامعات الخاصة إضافة إلى ممثّلي بعض المنتديات العلميّة.
استُهلّت الندوة بعرض فيديو قصير عن منتدى الحلقة الزرقاء وأهدافه الخاصّة بنشر التحليل النفسي باللّغة العربيّة ومواكبة الاختصاصيّين النفسيّين في إعدادهم التحليلي النظري والعيادي، ثمّ ألقت الدكتورة ماري-آنج نهرا/أستاذة علم النفس في الجامعة اللبنانية وممثلة عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية البروفسور أحمد رباح كلمةً ركزّت فيها على جهود الكلية وعميدها لدعم الأنشطة العلمية بشكل عام والنفسية بشكل خاص.
وأشارت في السياق إلى مبادرة "نحنا حدك" التي انطلقت في ظل الظروف الصعبة التي مرت بها البلاد والتي تستدعي الحاجة إلى التدخل النفسي من قبل اختصاصيّين واختصاصيّات يعملون ميدانيّا. وختمت الدكتورة نهرا كلمتها بمقاربة التحليل النفسي اللاكاني مع الواقع اليوم، لافتة إلى أهميّة الكلمة ومعانيها وضرورة الاستماع لتحقيق الفهم والتقدّم.
وفي محاضرتها بعنوان "الكلام والتعرّف على الذات"، انطلقت الدكتورة أنيسة الأمين مرعي/محلّلة نفسيّة لبنانيّة ورئيسة منتدى الحلقة الزرقاء من كتاب "كَلَمُن" للدكتور أحمد بيضون لتُبيّن كيف أن الإنسان يسير بين الكلمات وينطلق منها لتدخل في سؤال فهم التحليل النفسي انطلاقًا من جملة سيغموند فرويد: "الأنا ليس سيدًا في مقره!".
ثم قدمت شرحًا وتحليلًا لنظام المفردة في اللغة والأنظمة اللاكانية الثلاثة (RSI) ومفاهيم التحليل النفسي كالآخر الكبير والغرض المفقود والرغبة ومعنى "الحلقة الزرقاء" وماذا يعني أن تكون محللًا نفسيًا.
بعد ذلك، ألقى الدكتور نظير حمد/عضو التجمع اللاكاني العالمي في فرنسا محاضرة حول قراءة لاكان للحالات الفرويدية بعنوان "العلاقة بالغرض"، واستعرض التطوّر الأنطولوجي لمفهوم الغرض بين المحلّلين النفسيّين كجاك لاكان وفرويد وكلاين وأبراهام ووينيكوت، لينتقل إلى تحديد الأنا وصلتها بالواقع والغرض عبر مجموعة من الأمثلة والحالات العياديّة.
أما المحاضرة الأخيرة، فقدمتها الدكتورة آن ماري حمد/محللة نفسية فرنسية وتحدثت فيها عن تجربة البيت الأخضر عند فرونسواز دولتو وكيف يمكننا أن نقرأ من خلالها التحليل النفسي عند الأطفال.
وركزت المحاضرة على مهمة البيت الأخضر كمساحة آمنة للطفل ووالديه للتلاقي واللعب وكيفية ملاقاة الرموز والصور اللاواعية والأنظمة اللاكانيّة الثلاثة في البيت الأخضر...