برعاية رئيسة لجنة التربية النيابية السيدة بهية الحريري وحضور رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، انعقد في كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الخامس في الجامعة اللبنانية مؤتمر "التعليم من بعد والتعليم المدمج – صعوبات واقتراحات حلول"، وذلك بتاريخ 29 تشرين الأول 2020.
وحضر المؤتمر ممثل النائب أسامة سعد السيد توفيق الزعتري، ممثل قائد الجيش العقيد حسيب عبد الله، ممثل مدير مخابرات الجيش العقيد خليل السعودي، رئيس بلدية صيدا محمد السعودي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية البروفسور أحمد رباح، مدير كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الخامس الدكتور ناصيف نعمة، رئيس منطقة الجنوب التربوية الدكتور باسم عباس، مدير المركز الثقافي الروسي في بيروت فاديم زايتشيكوف، المدربة اليابانية إيكو مينامي من مؤسسة (Dreamers Japan In Lebanon) للصداقة بين لبنان اليابان، النائب السابق لمدير المركز الأكاديمي الياباني (CAJAP) جونكو هوكي، مسؤولة خريجي جامعة الصداقة الروسية بين الشعوب غالينا عباس، الأمين العام للشبكة المدرسية نبيل بواب، إضافة إلى عدد من مدراء كليات الجامعة اللبنانية وحشد من الأساتذة والطلاب.
بعد النشيد الوطني ونشيد الجامعة ولوحات غنائية تراثية قدّمها كورال الجامعة اللبنانية بقيادة الدكتورة لور عبس، ألقى الدكتور نعمة كلمة شدد فيها على مواصلة الجامعة لمسار تطورها مرتكزة على التعامل مع الواقع والتحديات، منوّهًا بدعم النائب الحريري لقضايا الجامعة وأساتذتها.
وأضاف: "رغم الظروف الاقتصادية والصحية الصعبة التي نمر بها، لم نشعر يومًا بالإحباط، ونعوّل على حلول كثيرة قد تسهل عملية التعليم من بعد ومن ضمنها استخدام قنوات ومحطات تلفزيونية للتدريس في مراحل التعليم الأساسي وحتى الجامعي والمتوافق مع مناهج المركز التربوي للبحوث والإنماء والجامعة اللبنانية".
وبعد عرض تقرير مصور عن التعليم من بعد أعده طلاب نادي اليونسكو في الكلية، قدمت المدربة اليابانية مينامي محاضرة أكدت فيها وجود أفكار كثيرة ومُبتكرة لتحسين تجربة التعليم من بعد.
من جهته، لفت مدير المركز الثقافي الروسي إلى تطور التعاون بين الجامعات الروسية والجامعة اللبنانية معتبرًا أن موضوع التعليم من بعد بات أمرًا أساسيًّا لتنظيم العملية التعليمية.
بدوره، عرض العميد رباح تجربة كلية الآداب والعلوم الإنسانية في التعليم من بعد وقال: "لقد أثبتت كليتنا أنها قادرة على مواجهة الصعاب والتأقلم مع الظروف المستجدة، وأظهرت التجربة حجم الطاقة البشرية التي تشكل عنصرًا من عناصر القوة التي لا يستهان بها في الجامعة وسببًا أساسيًّا من أسباب صمودها"
وأشار العميد رباح إلى حصول كلية الآداب على 37 شهادة اعتماد أكاديمي من المجلس الأعلى لتقييم البحوث والتعليم العالي (HCERES) المعتمد أوروبيا وعالميا، وحصلت بذلك على اعتراف بأن برامجها تتوافق مع معايير الجودة وأنها تقدم لطلابها برامج على مستوى مرموق يعزز قدراتهم التنافسية في سوق العمل.
وشدد العميد رباح على أن كلية الآداب ستتابع التعليم من بعد والتعليم المدمج انطلاقًا من تجربتها خلال الأشهر الماضية ضمن ما هو متاح من وسائل تكنولوجية وتدريبية.
الرئيس أيوب استهل كلمته بالإعلان عن تصنيف الجامعة اللبنانية في المرتبة 21 على مستوى جامعات العالم العربي وفق تقييم مؤسسة QS العالمية لعام 2021.
ولقت الرئيس أيوب إلى أن الإجراءات الوقائية الصحية فرضت اعتماد نظام التعليم والتعلم من بعد ضمن سياسة تربوية تفرض إعادة النظر في التشريعات كما في طرائق التعليم، وكانت تجربتنا ناجحة تعلمنا من ثغراتها فقمنا بتوحيد توصيف المواد ووفرنا طريقة تنظيمية للمعارف وأنشأنا وحدة مركزية تربط بين فروع الكليات وتراقب عن كثب حُسن سير التفاعلات وترصد المشكلات ليتم حلها.
وتوجه الرئيس أيوب بكلمته إلى النائب الحريري بالقول: "إن الجامعة اللبنانية كانت ومازالت مصدرًا لوحدة الانسان في لبنان، تعمل على ثقافة المواطنة والانتماء، وهي انتقلت خلال السنوات الأخيرة إلى مصاف الجامعات العالمية ونالت الاعتماد المؤسسي الشامل، كما نالت كلية الآداب الاعتماد الأكاديمي من المجلس الأعلى لتقييم البحوث والتعليم العالي الفرنسي، وأمام هذه المعطيات نأمل من لجنة التربية النيابية دعم الجامعة اللبنانية والسعي الى إدخال الأساتذة المتفرغين إلى ملاكها في أول حكومة مرتقبة، كما نأمل الموافقة على تفرغ المستحقين الذين لا يألون جهدًا في سبيل خدمة جامعتهم".
من جهتها، استعرضت النائب الحريري التحديات الكثيرة التي واجهت التعليم منذ مطلع العام الدراسي 2019/2020، وشددت على ضرورة إيجاد خطة عمل كاملة لكيفية فتح المدارس وتحضير البنى التحتية اللازمة للتعليم المدمج، إضافة إلى أهمية تعديل المناهج وتطوير النظم التعليمية لتتواءم مع التغيرات الجذرية التي طرأت على واقعنا الحالي والمستقبلي.
وتابعت: "عملنا في لجنة التربية على إطلاق الشبكة البرلمانية الوطنية للتعليم لتضم كل النواب المهتمين على اعتبار أن التعليم قضية وطنية جامعة تتقاطع مع معظم اللجان النيابية، الوزارات والمكونات الاقتصادية الاجتماعية اللبنانية، لمواكبة العملية التربوية بالتشريعات التحديثية الضرورية، واعتبار جودة التعليم هدفًا وطنيا جامعًا، وشرعنا وبالتعاون مع الجامعة اللبنانية لإنشاء الهيئة اللبنانية لضمان جودة التعليم العالي، كما نتابع مع الجامعة اللبنانية والجامعات العريقة الخاصة تعميق البحث في الاقتراحات لتأمين التشريعات والتعديلات الضرورية لتلبية متطلبات عملية جودة واستقرار التعليم العالي حاضرا ومستقبلًا.
ونوهت النائب الحريري بالمسؤولية الأكاديمية المميزة لمنظمي المؤتمر، متمنية لهم النجاح في تحقيق الأهداف الوطنية النبيلة في أقدس المهام الإنسانية الوطنية وهي قضية التعليم في لبنان التي كانت ولا تزال ثروة لبنان.
وبعد الكلمات الافتتاحية، عُقدت جلسات حوارية ناقشت كيفية إنشاء منصات التعليم الإلكترونية والطرائق الناشطة للتعليم من بعد، على أن تصدر توصيات المؤتمر خلال أسبوع.