سلمت الجامعةُ اللبنانية "وحدةَ كورونا" في مستشفى رفيق الحريري الجامعي، النسخة الأولى من الروبوت (lebot) الذي موّلته ونفذّه طلاب من كلية العلوم بالتعاون مع سركة (Rimo)، بهدف استخدامه في توصيل الطعام والمواد الطبية إلى المرضى أو التواصل بين المرضى والفريق الطبي بتقنية الـ(Video Call).
وتمّ تسليم الروبوت خلال مؤتمر صحافي بحضور كلّ من وزير الصحة الدكتور حمد حسن، وزير الصناعة الدكتور عماد حبّ الله، رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب، مدير مستشفى رفيق الحريري الجامعي الدكتور فراس الأبيض، عميد كلية العلوم البروفسور بسام بدران، عميد كلية العلوم الطبية البروفسور بيار يارد، رئيس مركز أبحاث علم الأعصاب في كلية العلوم الطبية البروفسور يوسف فارس، مدير كلية العلوم – الفرع الأول البروفسور ياسر مهنّا، الدكتور باسم حيدر والدكتورة صبا حيدر من كلية العلوم والمشرفان على المشروع، إضافة إلى الطلاب الذين شاركوا في تصميم الروبوت وهم، مجد دهيني وحسن بدران وهادي زين الدين وسامي شمس الدين وعادل الحاج حسن وزاهر شحادي وباقر نعيم.
واستُهلّ المؤتمر بكلمة للدكتور الأبيض شرح فيها أهمية هذا الإنجاز الذي سيقلل من الاحتكاك البشري إذ سيساعد على نقل الطعام والدواء للمرضى وسيجعل التواصل بين الطواقم الطبية والتمريضية والمرضى عبر تقنية الـ(Video Call) طريقًا آمنًا للطرفين.
ولفت الدكتور الأبيض إلى أهمية التقارب الوثيق بين المستشفى والجامعة اللبنانية باعتبارهما مؤسستين عامّتين، وأي تقارب بينهما يعود بالفائدة على الوطن كله.
من جهته، اعتبر الوزير حسن أن لبنان يتميز اليوم على المستوى العالمي بالتعاون والتعاضد والحس بالمسؤولية والشعور بالآخر، وأطلق على هذا اليوم تسمية "يوم الإبداع التكنولوجي بامتياز" لأن هذا الإنجاز الإضافي لطلاب الجامعة اللبنانية سيكون في خدمة المريض وفي خدمة حماية الجسم التمريضي والطبي في المستشفى.
وشدد وزير الصحة على أن التعاون كان برعاية من إدارة ناجحة للجامعة اللبنانية بشخص رئيسها وبتشجيع من وزير الصناعة، مضيفًا أن هذا الإنجاز كان امتحانًا صعبًا لكننا رغم كل الظروف أظهرنا أننا على قدر التحديات.
وشكر الوزير حسن باسم المجتمع اللبناني فريق مستشفى رفيق الحريري الجامعي لأنه أعاد الثقة بالمؤسسات الحكومية، وقال: "نحن نعيش مرحلة تاريخية تتمثل بإعادة تأهيل كل المستشفيات الحكومية على الأراضي اللبنانية ونحن ندعو إلى الاستثمار في القطاع العام لخلق نهج جديد للوطن والمواطن".
بدوره، أثنى الوزير حب الله على جهود طلاب الجامعة اللبنانية ونشاطهم العلمي للخروج بهذا الإنجاز، وعبّر عن فخره واعتزازه بأنه من خريجي هذه الجامعة.
واعتبر حب الله أن هذه المبادرة تشكل تكاملًا فاعلًا وواضحًا ومُشرّفًا بين مؤسستين تابعتين للقطاع العام – الجامعة اللبنانية ومستشفى رفيق الحريري الجامعي – وهما مؤسستان قلبتا المعادلة وأثبتتا الجدارة والكفاءة والعلم والتخصص والقدرة على المنافسة والابتكار والخدمة والعطاء من دون منة ولا كلل، كما برهنتا قدرتهما على المنافسة والتقدم على مثيلاتهما من المؤسسات الطبية والتعليمية في لبنان والمنطقة.
وأشار الوزير حب الله إلى أن الانخراط في صناعة التكنولوجيا والروبوتيك وتوظيفها في مجال الخدمة الإنسانية هو تحد كبير، وقد نجح طلابنا في تجاوزه، ونحن في وزارة الصناعة نشجع وندعم الصناعات الجديدة ولا سيما منها الصناعات المعرفية والذكية والقائمة على الابتكار وعلى القيمة المضافة التي يعطيها الشابات والشباب اللبنانيون بعلمهم وإبداعهم ومرونتهم وتكيّفهم، ونحن نعمل على ربط الاختصاصات الجامعية بحاجات العمل في الصناعة التي تعتبر من أكثر القطاعات القادرة على التوظيف.
وفي ختام كلمته، جدد حب الله التهنئة على هذا الابتكار وعلى التعاون بين الجامعة اللبنانية ومستشفى رفيق الحريري، آملًا في تعزيز الشراكة أيضا بين القطاعين العام والخاص للمساهمة بنهضة لبنان في أسرع وقت.
من جهته، كشف رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب أنه سيتم إنجاز خمسة نماذج من "الروبوت" في وحدة كورونا في المستشفى خلال 20 يومًا وستكون مزوّدة بجهاز تحكم ذاتي.
كما أعلن عن إنجاز آخر في الجامعة سيُكشف عنه قريبًا وهو عبارة عن جهاز تنفس اصطناعي سيتحول إلى جهاز للتخدير العام بعد الانتهاء من أزمة كورونا، إضافة إلى عدد من التطبيقات والبرامج من بينها برنامج لتتبع حالات المصابين من خلال الهاتف بمساعدة من وزارة الاتصالات.
وأضاف الرئيس أيوب: "بدأنا اليوم نعمل بطريقة تجعل أبحاثنا مشتركة ورأينا كيف أن مجموعة من الطلاب فكروا وأنجزوا لمساعدة زملائهم المتطوعين ولحمايتهم من فيروس كورونا، ومع الوقت اكتشفنا أيضا أنهم يساعدون في تخفيف الكلفة المالية وتحديدًا في موضوع الألبسة الوقائية وإيجاد الحلول لعدد من المشاكل الأخرى".
ولفت الرئيس أيوب في كلمته إلى أن الشراكة الحقيقية في القطاع العام تساهم في عبور كل المراحل الصعبة، مؤكدًا على التعاون الوثيق والدائم بين الجامعة اللبنانية ومستشفى رفيق الحريري ووزارة الصحة.