نظّم مكتب تنسيق تدريس اللغات في الجامعة اللبنانية بالتعاون مع مركز الأبحاث ومركز علوم اللغة والتواصل في كلية الآداب والعلوم الإنسانية مؤتمرًا افتراضيًّا مشتركًا مع كامبريدج لتقييم اللغة الإنكليزية (CAE - Cambridge Assessment English) بعنوان "التقييم من بُعد ودوره في التحصيل العلمي"، وذلك بمشاركة باحثين من كليات في الجامعة اللبنانية وكلية لندن الجامعية (UCL – University College London).

المنسقة العامة لمكتب تنسيق تدريس اللغات الدكتورة مهى جرجور أكدت في افتتاح المؤتمر أهمية عرض التجارب الناجحة للتقييم من بُعد وتعريف الجسم الأكاديمي في التعليم العالي بأهم الأدوات الموجودة حاليًّا وكيفيّة الاستفادة منها في سبيل إيجاد الحلول، ولو الجزئية، للأزمة التي يمرّ بها التعليم مع أزمة كورونا.

ثم قدّم الأستاذ جورج حنا - المدير المسؤول عن منطقة الشرق الأوسط في كامبريدج لتقييم اللغة الإنكليزية - نموذجًا كاملًا عن الامتحانات التي توفرها (CAE) لطلاب اللغة الإنكليزية على مختلف مستوياتهم اللغوية وآليات متابعتهم من بُعد.

من جهته، عرض المسؤول الإقليمي عن الامتحانات في (CAE) الدكتور هشام صغبيني رؤية مؤهلات كامبريدج للتقييم من بُعد وما يقومون به في هذا المجال على مستوى العالم، فيما شرح السيد (Georges Heritage) والسيدة (Victoria pena Jaenes) كيفية توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي في تصحيح أعداد كبيرة من الامتحانات عبر خلق (corpus) يشتمل على الأخطاء الشائعة التي يمكن أن يرتكبها الطلاب وكيفية تحديدها والإشارة إليها أوتوماتيكيًّا ومن ثم توظيفها لرفع المستوى اللغوي للطلاب.

مديرة مركز علوم اللغة والتواصل الدكتورة سمر زيتون أكدت في مداخلتها على أهمية إعادة تعريف التقييم في التعليم من بُعد، مشددة على ضرورة أن يكون موجّهًا لتقييم المستويات المعرفية العليا لدى الطالب ومهاراته وليس تقييم نسبة اكتسابه للمعلومات فقط.

وتحدثت في المؤتمر الدكتورة هنادي ميرزا - أستاذة متفرغة في كلية التربية – الجامعة اللبنانية عن أهمية التغذية الراجعة في أي عملية تقييمية أونلاين، بغض النظر عن الوسيلة الرقمية المعتمدة، وذلك من أجل تطوير العملية التعلّمية بشكل مستمر.

بدوره، شرح رئيس جمعية المعلوماتيين المحترفين في لبنان الأستاذ ربيع بعلبكي دور الذكاء الاصطناعي في رفع المصداقية من خلال استخدام خوارزميات برمجية وأدوات تكنولوجيا صحية لضمان الامتحان والبيئة الصحية الآمنة واعتماد حلول المقاييس الحيوية (Biometrics) وغيرها من الأدوات التي تساعد في تحديد المؤشرات الحيوية للممتحَنين بما في ذلك تمييز الوجه وبصمتَي الصوت والعين وتسجيل الإيماءات والحركات.

واقترحت الدكتورة فريال ملاعب خداج بعض الحلول المستدامة الممكن اعتمادها في التقييم من بعد، فيما قدّمت الدكتورة إيلين كندي من كلية لندن الجامعية بعض الطرق الإبداعية لتصميم الامتحانات من بُعد بطريقة تفاعلية تتناسب مع الاختصاصات.

وخرج المؤتمر الافتراضي، الذي أدارته منسقة اللغة الإنكليزية في مكتب تنسيق تدريس اللغات الدكتورة هبة شندب، بمجموعة من التوصيات سيتم نشرها مع مجموعة من الأبحاث في مجلة دراسات جامعية في الآداب والعلوم الإنسانية التي تصدر عن كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية.