افتتحت الجامعة اللبنانية بالشراكة مع مجموعة طلال أبو غزالة العالمية مصنع تجميع وإنتاج أجهزة إلكترونية في مجمع بيار الجميل الجامعي - الفنار، وذلك برعاية وحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وحضور كل من وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ووزير الصناعة جورج بوشيكيان ووزير الإعلام زياد المكاري ووزير الشباب والرياضة جورج كلاس ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران وممثل رئيس مجموعة طلال أبو غزالة العالمية الأستاذ برهان الأشقر ووزراء ونواب حاليين وسابقين وشخصيات صناعية واقتصادية وأكاديمية وعلمية.

افتتح الاحتفال، الذي قدمته الإعلامية ربى حميه، بالنشيدين الوطني اللبناني ونشيد الجامعة بعزف من طلاب قسم التربية الموسيقية في كلية التربية – الفرع الثاني.

أولى الكلمات كانت لرئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران الذي وصف افتتاح المصنع بالحدث الاستثنائي في تاريخ الجامعة، حدث يفتتح عهدا جديدا تتحول فيه الجامعة اللبنانية إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة من خلال دخولها ميدان التصنيع بقوة وتصميم.

واعتبر الرئيس بدران ان هذا الافتتاح هو حدث مميّز يُسجل في التاريخ المشرق للبنان وللجامعة اللبنانية التي استعادت تألقها وحيويتها العلمية والأكاديمية بفضل هيئاتها الأكاديمية والإدارية التي تحمل في قلبها وعقلها قيم التضحية والوفاء والتي حافظت على المراكز الـ 68 الموزعة على مساحة الوطن بين كليات وفروع ومعاهد وشعب ومراكز..

ولفت الرئيس بدران الى ان الحاضنة الاستثنائية للجامعة اللبنانية من قبل الرئيس ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري وكل المخلصين إضافة إلى الجهود والتضحيات المخلصة لكل العاملين على اختلاف مسمياتهم، أوصلتها إلى أن تكون بحسب تصنيفات QS العالمية لعام 2025 الأولى في السمعة الأكاديمية في لبنان والأولى في السمعة المهنية لخريجيها في لبنان، وقد تقدمت خلال السنوات الثلاث الماضية 200 نقطة على الكثير من الجامعات العالمية الراقية وحتى على جامعات العدو الإسرائيلي.

واعلن الرئيس بدران ان الجامعة اللبنانية هي الأولى في المنطقة التي تدخل مجال الصناعات الإلكترونية، وتفتح مصنعها الخاص داخل الحرم الجامعي، مضيفا ان الفضل في هذا المشروع يعود إلى الدكتور طلال ابو غزالة أحد أبرز الشخصيات العالمية في مجالات التنمية الاقتصادية وصاحب الحس التاريخي والرؤية المستقبلية لنهضة المنطقة العربية في سياق عالم ناشئ قائم على المعرفة، ومعه نطلق مشروعنا المشترك "صُنِع في الجامعة اللبنانية".

وتوجه الرئيس بدران إلى وزير الصناعة جورج بوشكيان بالقول: "صُنِع في الجامعة اللبنانية" أصبح حقيقة، بفضل ما قدمتموه من تسهيلات لكي نصل إلى هذا اليوم، فشكرا أيضا من القلب والشكر موصول للهيئات القضائية التي سهلت تطويع النصوص القانونية لجعل هذه الشراكة ممكنة قانونيا".

وأكد الرئيس بدران أن إعلان الخطة الاستراتيجية 2024 – 2028 التي تتضمن التحول إلى جامعة تدريسية بحثية منتجة، أصبح واقعا مع تعزيز المراكز الصحية والعيادات والفحوصات المخبرية وطبابة الأسنان وصولا إلى افتتاح مصنع الإلكترونيات اليوم، وقال: "صحيح أن الجامعة في هذه الخطة تعمل على تنويع مصادر موازنتها، لكننا اليوم وفي افتتاح هذا المصنع لا نقف عند حدود المردود المالي.. ما يحصل اليوم هو أهم بكثير، فنحن نقوم بنقل التكنولوجيا ونعزز المهارات المهنية والبحثية لطلابنا ونشجع الابتكار"..

وختم الرئيس بدران بالقول: "إن هذا النجاح هو عربون وفاء لأهل الجامعة اللبنانية بثالوثها المقدس (أساتذة، موظفين وطلاب)، عهدنا إليكم أن تكون هذه المحطة المضيئة البداية في رحلة التطوير والتألق بجامعتنا إلى العلا.

من جهته، ألقى الأستاذ برهان الأشقر كلمة الدكتور أبو غزالة الذي عبّر عن محبته للبنان وفضله عليه، لافتا الى ان هذا المصنع هو شراكة مع لبنان ممثلا بالجامعة اللبنانية وهو هدية الى لبنان الذي صنعه...

الوزير بوشيكيان اعتبر ان افتتاح أوّل مصنع لتجميع وانتاج الأجهزة الإلكترونية في الجامعة اللبنانية هو مبادرة جريئة وخطوة طموحة ورؤية مستقبلية وواعدة تصبّ في تحقيق التكامل الحقيقي والشراكة الفعليّة بين حلقة الانتاج والتعليم الأكاديمي والطلاب والقطاع الخاص.

واعتبر بوشيكيان أن هذا المشروع فريد في الجامعات اللبنانية التي لم تصل بعد إلى هذه المرحلة من استخدام مختبراتها وقدرات جسمها البشري، سواء الأساتذة أو الطلاب، لتشغيل مصنع مجهّز بالكامل  للتصميم وإنتاج الأجهزة الإلكترونية المطلوبة بقوّة في الأسواق المحلية والخارجية.

وقال بوشيكيان: "هنيئاً للبنان هذا الإنجاز الكبير الذي سيموّل ذاته بذاته ويحقّق الأرباح، ويرفع اسم الجامعة عالياً، كما يُعلي شأن مجموعة أبو غزالة ويضيء مسيرتها وإنجازاتها أكثر فأكثر".

وأشار بوشيكيان إلى ان المشروع يتماشى مع تسجيل الحكومة برعاية الرئيس ميقاتي انجازَ تحويل المعاملات الإدارية الورقية الى الكترونية، وذلك باعتماد الـ  e-government، بعد جهود استمرت منذ عام ٢٠٠٢.

بعد ذلك، تحدث الوزير الحلبي فاعتبر ان افتتاح المصنع ينقل الجامعة إلى مرحلة جديدة ويحوّلها إلى مؤسسة منتجة ويرفع من جودتها الأكاديمية والعلمية ويضعها في مصاف الجامعات التي تجمع بين العلم والتكنولوجيا.

أضاف الحلبي: "بدءاً من اليوم نستطيع القول إن الجامعة اللبنانية ستكون مؤسسة منتجة، وتتخطى كل الصعاب والظروف المعقدة في بلادنا، إذ أننا نحتفل ونمنح شعلة أمل للبنان في ظل الأوضاع الصعبة والانقسامات والخلافات السياسية والفراغ الرئاسي، والأهم أننا نرفع بهذا المصنع عنوان التحدي والصمود في وجه الاعتداءات الإسرائيلية ضد أهلنا في الجنوب والتي طالت المدارس والمؤسسات التعليمية وهجّرت التلامذة والأهالي من قراهم".

وأشار الحلبي إلى ان افتتاح هذا المصنع سيعطي دفعاً للجامعة اللبنانية التي صمدت بهمة أهلها ورئيسها الدكتور بسام بدران الذي الذي يعمل بالتنسيق معنا في غياب مجلس الجامعة لإعادة رفع مستوى الجامعة وتعزيز وظيفتها الأكاديمية والبحثية، فيأتي هذا المصنع ليضاف الى مختبرات الجامعة وهيئتها التعليمية وأهلها، والتي أثبتت قدرتها على مواكبة كل جديد، وهو سيؤمن فرصا للتدريب التقني العملي لطلاب الجامعة وغيرهم، مع دمغته "صنع في لبنان"..

وأكد الحلبي ان افتتاح مصنع تجميع وإنتاج أجهزة ألكترونية في الجامعة اللبنانية سيعطيها صفة جديدة هي الانتاجية التي تضاف إلى وظيفتها الأكاديمية، وهو يؤسس لمسار استعادة رياديتها، بالتوازي مع الجهود التي تُبذل للحصول على أنظمة الاعتماد العالمية لتعزز فرص طلابها وخريجيها في أسواق العمل.

ولفت الحلبي الى ان الجامعة كانت ولا تزال في صلب اهتماماته وشكلت أولوية مطلقة في خطط وزارة التربية، رغم أن هناك العديد من الملفات التي تحتاج الى متابعة وإقرار وأبرزها ملف التفرغ الذي يُعمل على تذليل تعقيداته لرفعه الى مجلس الوزراء لإقراره وكذلك ملف العمداء.

ثم ألقى الرئيس ميقاتي كلمة شدد فيها على استثنائية المنتسبة والظروف، واصفا افتتاح المصنع بالخطوة الرائعة التي تترافق مع الجهود التي قامت بها الجامعة اللبنانية خلال فترة قصيرة والتي أعادت لها بريقها وموقعها العلمي والمهني المتميز داخليا وخارجيا.

ولفت الرئيس ميقاتي إلى ان مصنع الالكترونيات في حرم الجامعة سيتحول إلى مكان للإبداع والإبتكار إضافة إلى عملية الانتاج وسيكون له تأثير إيجابي على المجتمع الجامعي والصناعات الوطنية.

وقال الرئيس ميقاتي: "إن هذه المبادرة تشكل تحولا كبيرا في مسيرة الجامعة اللبنانية التي تخطو بثبات نحو تعزيز الابتكار وتفتح آفاقا واعدة للأجيال الشابة عبر ربط التعليم بالخبرات التقنية العالمية ودعم الصناعة المحلية العالية الجودة، لتنافس مثيلاتها المستوردة، على يد خبراء وأساتذة وطلاب من داخل الجامعة.

أضاف: "إن جامعتنا اللبنانية التي نعتز اليوم بوجودنا في صرحها العلمي للتشارك في إطلاق هذه البادرة الطيبة والمقدرة، لها عندنا مقام الصدارة والتقدير لإنجازاتها العلمية المعتبرة عالميا وذات التصنيف الاعتمادي الدولي، وهي المقام الذي تلتقي فيه أجيالنا البانية للمستقبل والواعدة بالكثير من الخير والأمل بعزم وإرادة وزخم وطني..

ومن منبر الجامعة اللبنانية، شكر الرئيس ميقاتي رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الذي أوعز باستمرار تزويد لبنان بالفيول  العراقي، على ان يُعقد لقاء بينهما في بغداد قريبا لمتابعة هذا الموضوع وللعمل من أجل المزيد من التعاون.

وفي الختام، قدم الرئيس بدران ومديرة المصنع الدكتورة منال خاطر أول إنتاج من المصنع إلى الرئيس ميقاتي، ثم افتتح المصنع وجال الحضور في أقسامه.

الصور