احتفل المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا في الجامعة اللبنانية بتخريج مجموعة من طلابه (دفعة 2023 – 2024)، وذلك في قاعة المؤتمرات بمدينة رفيق الحريري الجامعة بحضور رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور بسام بدران وبعثات رسمية ودبلوماسية ورئيس الهيئة التنفيذية في رابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية ومجموعة من الأكاديميين والأساتذة وأهالي الخريجين.
بعد الافتتاح بالنشيد الوطني ونشيد الجامعة، ألقت الدكتورة زهراء ملاح كلمة الخريجين، ثم تحدث عميد المعهد الدكتور قاسم حمزة الذي أشار إلى أن منصاتِ الأبحاثِ الثلاثِ التابعةِ للمعهدِ في الحدثِ والفنارِ وطرابلسَ تستقبلُ طلابَ الماسترِ والدكتوراهِ تحت إشرافِ الأساتذةِ الباحثينَ في جامعتِنا حيثُ يقومونَ بجهدٍ كبيرٍ لإتمامِ أبحاثِهم بالرغمِ من كافةِ الصعوباتِ.
أضاف: "منذُ البدايةِ، عملَ معهدُنا على تعزيزِ التعاونِ معَ الجامعاتِ والمراكزِ البحثيةِ الدوليةِ لتطويرِ البحثِ العلمي وضمانِ جودةِ الإنتاجِ العلمي في جامعتِنا وتقديمِ شهادةٍ ذات مستوى دولي. لأجلِ ذلك، تم توقيعُ اتفاقياتِ شراكةٍ معَ أكثرَ من 140 مؤسسةِ تعليمٍ عالٍ أجنبيةٍ، 100 منهم في فرنسا".
وتابع العميد حمزة: "لقد بلغَ عددُ خريجيِنا حتى اليومِ ثمانِمائةِ دكتورٍ من بينهم 730 حصلوا على دكتوراهٍ مشتركةٍ. ما نسبته 92% من الخريجين".
وأشار العميد حمزة إلى إن استراتيجيتنا للأعوامِ القادمةِ تركزُ على وضعِ برامجٍ جديدةٍ من الشراكاتِ الممولةِ بالتعاونِ معَ شركائنا الدوليينَ والمحليينَ، استجابةً لاحتياجاتِ بلدِنا ومتطلباتِ التنميةِ فيهِ.
أضاف: "نسعى جاهدينَ لتوفيرِ بيئةٍ تعليميةٍ وبحثيةٍ تواكبُ التطوراتِ العالميةَ وتلبي طموحاتِ طلابِنا وتطلعاتِهم. ولتكونَ جامعتُنا منتجةً للعلمِ وشريكةً في نهضةِ الوطن، ولتحقيق ذلكَ، قمنا ونقومُ بعدةِ خطواتٍ أذكرُ منها:
1. رفعَ قيمةِ المنحةِ المقدمةِ من الجامعةِ اللبنانيةِ للطلابِ المتفوقينَ الموفدينَ للتخصصِ في الخارجِ.
2. العملُ على جعلِ معهدِنا ومراكزِنا البحثيةِ أكثر اندماجاً بالمجتمعِ من خلالِ دعمِ الأبحاثِ والمواضيعِ التي تلبي حاجاتِ المجتمعِ كالبيئةِ والصحةِ والطاقةِ، وتشجيعِ تقديمِ خدماتٍ خارجيةٍ للقطاعينِ العامِّ والخاصِّ. إن مختبرَ كورونا ومعملَ تجميعِ اللوحاتِ الإلكترونيةِ في كليةِ العلومِ ومختبرَ البيوتكنولوجيا في مركزِ العزمِ في معهدِنا هي خيرُ دليلٍ على أهميةِ هذهِ الخدماتِ.
3. العملُ على تحضيرِ برنامجٍ متكاملٍ من المقرراتِ العصريةِ لسنواتِ الدكتوراهِ الثلاثةِ. هذا المشروعُ أصبحَ في مرحلةٍ متقدمةٍ وسيتم إطلاقُهُ في أيلولَ 2025 بالتعاونِ معَ المؤسسةِ الفرنسيةِ المتخصصةِ "reseau figure" ومعَ المعهدِ الفرنسيِّ في بيروتَ.
4. توقيعُ اتفاقيةٍ جديدةٍ معَ جمعيةِ العزمِ والسعادةِ ومعَ جمعيةِ التخصصِ والتوجيهِ العلمي لتقديمِ منحٍ لطلابِ الدكتوراهِ المشتركةِ (جمعية العزمِ 4 منحٍ والجمعيةِ التخصصيةِ 5 إلى 10 منحٍ سنوياً).
5. العملُ على إعادةِ إطلاقِ الموقعِ الإلكتروني للمعهدِ بشكلٍ جديدٍ يلبي تطلعاتِ وحاجاتِ المعهدِ والأساتذةِ والطلابِ.
6. مكننةُ أرشيفِ الطلابِ والأساتذةِ في المعهدِ.
7. تكليفُ مجلسٍ علميٍّ جديدٍ.
8. توقيعُ اتفاقٍ جديدٍ معَ 3 جامعاتٍ هي ULCO، Amiens وArthois، لتقديمِ عشرِ منحٍ سنوياً لطلابِ الدكتوراهِ المشتركةِ في كافةِ الاختصاصاتِ العلميةِ وذلكَ ابتداءً من شهرِ أيلولَ عامِ 2025.
9. متابعةُ عدةِ اتفاقياتٍ معَ جامعاتٍ أخرى نأملُ من خلالها الوصولَ إلى تأمينِ حوالي 50 منحةٍ سنوياً لطلابِنا المتفوقينَ.
وتوجه العميد حمزة الى الخريجين بالقول: "أودُّ أن أهنئكم وأتمنى لكم مستقبلاً مشرقاً ومليئاً بالنجاحاتِ. إن تخرجَكم اليومَ هو بدايةُ رحلةٍ جديدةٍ في حياتكم المهنيةِ والعلميةِ، لذلك كونوا أصحابَ رسالةٍ واعملوا لخدمةِ الإنسانِ، كونوا سفراءَ مشرفينَ لجامعتِنا واتركوا أثراً طيباً أينما ذهبتم”
كما وجه كلمة الى أحد الخريجين الذي حازَ دكتوراهٍ في الإلكترونيكِ عامَ 2022، لكنه لم يكتفِ حتى نال في شهرِ أيارِ الماضي شهادةً في الدفاعِ عن لبنانَ وفي نصرةِ المظلومينَ في غزةَ، وهو الشهيدُ الدكتورُ محمد حسن فارسَ الذي اغتالتْهُ الة الحرب الصهيونية في جنوبِ لبنانَ.
أضاف: "نحن نشعرُ بالحزنِ العميقِ لفقدانه ونعبر عن تعازينا القلبيةِ لوالديه وزوجته وأطفاله الثلاثةِ. ونقول لهم، إن تواجدَكم اليومَ في هذه المناسبةِ يعكس روحَ القوةِ والصمودِ لديكم، ونعدكم أن هذهِ الذكرى ستظل حيةً في قلوبِنا”
بعد ذلك، ألقى الرئيس بدران كلمة شدد فيها على استثنائية المناسبة لأننا نحتفل بتخريج كفاءات جديدة من حملة الدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا، وتخريج طلاب شقوا طريقهم الأكاديمي والبحثي في ظروف معقدة.
وتوجه الرئيس بدران إلى الخريجين بالقول: "إِنَّ جُهُودَكُمْ الْبَحْثِيَّةَ الَّتِي قُمْتُم بِهَا فِي الْجَامِعَةِ اللُّبْنَانِيَّةِ وَفِي الْجَامِعَاتِ العريقةِ فِي الْخَارِجِ وَالَّتِي نَتَشَارَكُ مَعَهَا فِي اِتِّفَاقَاتِ تَعَاوُنٍ قَدْ أَثْمَرَتْ اِكْتِشَافَاتٍ وَبْرَاءَاتِ اِخْتِرَاعٍ واسهاماتٍ عِلْمِيَّةً أَغَنَّتْ بِلَا شَكِّ حُقُولَ الْمَعْرِفَةِ وَسَاهَمَتْ فِي التَّقَدُّمِ فِي الْمَجَالَاتِ الْعِلْمِيَّةِ وَالتِّكْنُولُوجِيَّةِ، وَقَدْ أَظَهَرْتُم قُدْرَاتٍ ذِهْنِيَّةً مُمَيَّزَةً طِيلَةَ فَتْرَةِ دِرَاسَتِكُم".
وشكر الرئيس بدران الأساتذةَ الْمُشْرِفِينَ فِي الْجَامِعَةِ اللُّبْنَانِيَّةِ وَفِي الْجَامِعَاتِ الْمُضِيفَةِ، الَّذِينَ وَاكبوا الطلاب طيلة فترة دراستهم وكان لخبراتهم ورعايتهم الأثر المباشر في وصول طلابهم إلى هذا اليوم.
كما ثمن الرئيس بدران تضحيات الأهالي التي شكلت دافع قوة لأبنائهم الخريجين.
واختتم الاحتفال بتقديم الدروع التكريمية إلى كلّ من الرئيس بدران والعميد السابق للمعهد الدكتور نزيه المبيض، ثم وُزّعت الشهادات على الخريجين.
كما تمّ تقديم درع تقديرية إلى عائلة الشهيد الدكتور محمد حسن علي فارس..
الصور