بدعوة من مؤسّسة فريدريش إيبرت في لبنان وبالتعاون مع معهد العلوم الاجتماعية – الفرع الأول في الجامعة اللبنانية ومركز أبحاث المعهد (مختبر علم اجتماع العائلة)، نُظّمت ندوة علمية تحت عنوان "إعادة النظر في التقسيم الجندري للعمل المنزلي في ضوء انسحاب العمالة المنزلية".
استهلت الندوة، التي قدمتها الدكتورة ليلى شمس الدين، بكلمة عميدة معهد العلوم الاجتماعية الدكتورة مارلين حيدر التي لفتت إلى اهتمام المعهد بمواضيع المرأة وحضوره الدائم للتشبيك مع المؤسّسات الوطنية والاقليمية والدولية لتعميق الأبحاث في مجالات التنمية.
من جهته، عبر مدير مؤسّسة فريدريش إيبرت في لبنان ميرين عباس عن التزام المؤسسة بتعزيز المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية، معتبرا ان معالجة التقسيم الجندري للعمل لا سيما في المجال المنزلي أمر جوهري لتحقيق هذا الهدف.
بعد ذلك، القى مدير معهد العلوم الاجتماعية (ا) الدكتور علي زعيتر ركز فيها على أهمية التعاون مع مراكز الأبحاث ودور ذلك في تطوير مهارات البحث التطبيقي ورسم السياسات ودور المعهد في تشجيع هذا التعاون.
موضوع الندوة أُنجز في دراسة لكل من الدكتورة هلا عواضة والدكتورة مريم الحاصباني والدكتورة سناء كيّال، وتطرّق العرض إلى حاجة الأسر التي تعمل فيها الزوجة إلى التوفيق بين متطلبات العمل المأجور ومسؤوليات الرعاية المنزلية وإلى اللجوء إلى أشكال الاستعانة المختلفة (أهل، عاملة مياومة في الخدمة المنزلية أو مقيمة) من دون إغفال انفجار الأزمة الاقتصادية المالية الذي نسف الترتيبات السابقة بين النساء اللبنانيات وبدائلهن المنزلية.
واستعرضت الباحثات منهجية البحث وعيّنته، ومحاور المقابلة والاستمارة الخاصّة به، وصعوبات البحث، إضافة إلى الخصائص السوسيوديموغرافية للمشاركين/ات في الاستطلاع وأسباب وأثر الاستعانة كما عدم الاستعانة بالعمالة المنزلية المأجورة قبل وخلال الأزمة الاقتصادية.
ثم عُقدت حلقة نقاش حول الحواجز الاجتماعية والقانونية التي تمنع إعادة التفاوض العادلة حول المسؤوليات المنزلية بين الزوجين، وكيفية مساهمة الاقتصادات الرأسمالية والسياسات النيوليبرالية في تقسيم العمل المنزلي وفي تعزيز الأدوار الجندرية التقليدية، كما تطرّقت إلى الخطاب النسوي وإمكانية تجاوزه للمفهوم الأبوي للمشاركة بهدف تحقيق تحوّل حقيقي للأدوار الجندرية داخل الأسر.
الصور
