نظّم المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا/الجامعة اللبنانية حفلًا تكريميّا لخريجيه، وذلك برعاية رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران وحضور مجموعة من ممثلي البعثات الدبلوماسية في لبنان وهيئات أكاديمية وتربوية وأهالي الخريجين.
بعد النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة، تحدث الدكتور شربل بو حنا باسم الخريجين، ثم ألقى عميد المعهد الدكتور نزيه مبيض كلمة لفت فيها إلى أن المعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا كان وما يزال يستقطب الباحثين والطلاب من مختلف الميادين العلمية المتقدمة، فباتوا أصحاب إنجازات مميزة على الصعيدين الوطني والعالمي وكان لهم دور أساسي في مكافحة جائحة كورونا وتحديات أخرى.
أضاف: "استكملت هذه الإنجازات خلال العام 2022 - 2023، ومنها:
-زيادة عدد البرامج المشتركة مع الجامعات الأجنبية بشكل عام والجامعات الفرنسية بشكل خاص
- مساهمة مختبر ميكرو بيولوجيا الصحة والبيئة في فحص مياه الآبار بعد تفشي الكوليرا في بعض المناطق والأقضية وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة
- التعاون مع المختبرات البحثية في القطاع الخاص ومنها المختبر المتواجد في غرفة التجارة والصناعة والزراعة في طرابلس والشمال (CCIAT)
- إنشاء موقع إلكتروني على صفحة المعهد لتقديم ملف الترشح أونلاين، ونسعى إلى تطويره لتسهيل جميع الخدمات بما في ذلك الملفات المتعلقة بالمناقشات وغيرها
- درس خرائط أولية لبناء مبنى مستقل لمركز العزم للبيوتكنولوجيا والميكرو بيولوجيا في منطقة الشمال ضمن مجمع المون ميشال
وأضاف العميد مبيض: "كل هذه الإنجازات ما كانت لتتحقق لولا الدعم والتوجيه من رئيس الجامعة الدكتور بسام بدران الذي يبذل جهودًا جبّارة في إدارة الجامعة وخصوصا في هذه الظروف الإستثنائية لضمان استمرار تقديم التعليم العالي ذي الجودة وكذلك لتحقيق التقدم والتميز للجامعة اللبنانية على الصعيدين الوطني والعالمي.
وإذ شكر الأساتذة والموظفين على جهودهم، توجه العميد مبيض إلى أهالي الخريجين بالقول: هذا اليوم هو يوم خاص لكم ولأبنائكم.. إن حصول أبنائكم على شهادة الدكتوراه يعكس العزم والإصرار الذي يتحلون به وهو أيضا نتيجة دعمكم اللامتناهي وتفانيكم في توجيههم نحو النجاح والتفوق.
كما خاطب الخريجين بالقول: "نحن ندرك التحديات والجهود التي بذلتموها خلال هذه المرحلة الطويلة المليئة بالعقبات. تخرجكم اليوم هو نتيجة التفاني والعمل الجاد والدؤوب الذي يعكس تصميمكم وعزمكم على التفوق في ميدان البحث العلمي..."
وختم قائلًا: "هذا اليوم ليس نهاية الرحلة بل هو بداية جديدة مليئة بالفرص والتحديات، نثق بقدراتكم ونسأل الله أن يوفقنا جميعا لكل ما فيه خير لتحقيق أهداف رسمناها ورسالة تبنيناها".
من جهته، ألقى الرئيس بدران كلمة لفت فيها إلى أن ما يميِز حفل التخرج هو أن الجامعة اللبنانية تتشارك هذا الفرح بتتويج كوكبة من حملة شهادة الدكتوراه في الاختصاصات العلمية والطبية والهندسية والزراعية، مع جامعات أوروبية عريقة. إضافة إلى بعض المؤسسات والجمعيات التي ساهمت مساهمة فعالة في دعم مسيرة من نحتفل بتخرجهم ، فإلى هؤلاء جميعا كل الشكر والامتنان على إيمانهم بقدرات شابات وشباب لبنان الجامعي.
أضاف الرئيس بدران: "إن أبرز التوجهات التي يُجسدها هذا التخرج هو أن الجامعة اللبنانية تتقدم بشكل مستمر في عملية الانتقال من مرحلة التعليم وتحصيل المعلومات إلى مرحلة البحث العلمي المنتج الذي يسمح بتحريك مسارات التنمية على كل الصعد من جهة، ويمكِن الجامعة من الحفاظ على مركزها العلمي المتقدم محليا وعربيا ودوليا".
وتابع: "ولأننا نمثل الرقم (1) على الصعيد المهني والرقم (2) على الصعيد الأكاديمي محليا، سنعمل جاهدين لتعزيز استراتيجية الجامعة المنتجة عبر تعزيز متطلبات البحث العلمي وتطوير مراكزها البحثية التي أثبتت فعاليتها ونجاحها في التصدي لجائحة كورونا، إضافة إلى نجاحات مجموعة كبيرة من أساتذتها وباحثيها الذين يستمرون في تسجيل براءات الاختراع في كل ميادين المعرفة".
وقال الرئيس بدران: "إننا في هذه المناسبة ندعو إلى تعزيز موازنة الجامعة اللبنانية لتمكينها من تعزيز موازنات البحث العلمي التي تراجعت كثيرا بفعل الأزمة الحالية، لذا نكرر الدعوة إلى المسؤولين بضرورة ربط البحث العلمي بمشاريع الدولة وكافة وزاراتها ومؤسساتها إضافة إلى تفعيل آليات دعمه لضمان تصنيف الجامعة وبقائها في موقعها المتقدِم، إضافة إلى إقرار نظام إعفاءات ضريبية لقطاعات الإنتاج، يرتبط بالتقديمات المالية والتجهيزات والمعدات والمواد الضرورية لمراكز الأبحاث في الجامعة اللبنانية. وهذا أحد اقتراحات القواس التي قدَمناها في ورشة العمل التربوي التي انعقدت في مجلس النواب الأسبوع الماضي".
وشدد الرئيس بدران على ان "الاستثمار في الجامعة اللبنانية، وتحديدا في كفاءاتها العلمية والبحثية والمهنية، هو أحد أبرز أوجه الإصلاح الذي تتطلبه المرحلة الراهنة، ذلك أن الخروج من الأزمات الاقتصادية والمالية والصحية والبيئية لا يُمكن أن تتم إلا باشتراك العقول المبدعة في البحث والتخطيط والتنفيذ ومن أولى من الجامعة اللبنانية التي تضم أكثر من أربعة آلاف أستاذ من حملة الدكتوراه والباحثين في مراكز البحث في لبنان ومراكز البحث العالمية، لذلك أكرر دعوتي اليوم إلى كل المعنيين، بأن استفيدوا من جامعتكم الوطنية، التي ورغم كل الصعاب وكل التحديات المعطلة لمسيرته ما زالت تصنف في المراتب الأولى، وأنا أكرر هذه المقولة في كل مناسبة بكل فخر واعتزاز بأساتذتها وموظفيها وكل العاملين فيها الذين بفضلهم تتحقق هذه الإنجازات. لذا أنا أدعو للحفاظ على العقول المبدعة في الجامعة اللبنانية، الذين بدأوا يفكرون بالهجرة إلى أوطان أخرى آمنت بقدراتهم وقدمت لهم متطلبات العيش الكريم الذي بات مهددا في وطنهم الأم".
وختم الرئيس بدران: "طلاب الأمس، زملاء اليوم، حاملو راية المستقبل، أبارك لكم تخرجكم وأبارك هذا التخرج للأهل الذين يفخرون بكم مرتين، مرة لأنكم حققتم أحلامكم وأحلامهم على السواء ومرة لأنكم تتخرجون من الجامعة اللبنانية الأولى في لبنان والجامعات الأوروبية المشاركة.الجامعة اللبنانية آمانة في أعناقكم، أكملوا مسيرتها وحافظوا على إرثها".
واختتم الاحتفال بتوزيع الشهادات على الخريجين والخريجات، كما قُدمت دروع تقديرية لكل من الرئيس بدران والعميد السابق للمعهد الدكتور فواز العمر.














