|
|
|
استراتيجية التطوير
-
ضمان الجودة في التعليم العالي
|
|
|
يفترض ضمان الجودة في التعليم العالي وجود مجموعة سياسات وإجراءات بهدف تحسين نوعية التعليم، ورفع مستواه في وتيرة مستمرة. هنا تبرز معايير مختلفة تساعد على تحقيق هذه الغاية، منها مثلاً تحديد القيم التعليمية في الجامعة، ووضع استراتيجية معينة تضمن المحافظة على المستوى التعليمي المنشود.
ويعتبر التقييم الذاتي الذي يجب أن تأخذ به جامعتنا سبيلاً لتحقيق هذا الهدف الاستراتيجي. ولا بأس في هذا المضمار من الإفادة من مجمل هذه الخبرات والنتائج العملية التي توصلت إليها جامعات في الخارج، والمشاركة في مؤتمرات محلية وإقليمية ودولية ذات علاقة بضمان الجودة.
ويكون التقييم ذاتياً عندما تقوم الجامعة بدراسة معمّقة لآدائها الإداري والتعليمي من حيث نقاط ضعفه وقوته، ونوعية برامج التدريس المعتمدة ومدى تلبيتها لحاجة سوق العمل.
من أهم ما تسعى إليه جامعتنا تشجيع الإبداع والإبتكار والذي هو من مستلزمات تحسين جودة التعليم. أما ما يُساعد على خلق المناخ الإبداعي فهو المحافظة على بيئة تشجيع للتدريس وعلى البحث العلمي الساعي لتطوير الكوادر التعليمية والإدارية بما يتلاءم مع تطلعات الطلاب والباحثين في هذا المضمار. كما تسعى جامعتنا إلى توفير الدعم المادي اللازم للطالب أو الأستاذ الباحث لتغطية تكاليف ابتكاره ولانفتاحه على التطوّر العلمي في الجامعات الخارجية فيفيد منه المناهج العلمية والتربوية في الداخل، كما الباحثون والطلاب والأساتذة.
تجدر الإشارة إلى أنه لا بد من تأمين الاستقلالية اللازمة للجامعة وذلك من أجل تمكينها من آداء دورها التربوي والتعليمي بشفافية ونزاهة بعيداً عن التدخلات الخارجية، والقيام بالمهام الملقاة على عاتقها بكل تجرد واستقامة، ناهيك عن إلتزامها بالبعد المجتمعي الوطني، إنها النزاهة التي تؤكّد التقاليد الجامعية (Traditions Universitaires).
تسعى الجامعة اللبنانية للإنفتاح على جميع الطلاب في إطار مبدأ المساواة فيما بينهم فلا يتقدّم طالب على آخر إلا بكفآته، ولا يحصل أي تمييز بين الطلاب لناحية المستوى الإجتماعي أو الإنتماء الجغرافي أو الديني ... .
وفي عصرنا هذا تخطى دور الجامعة النطاق الضيّق الذي ينحصر في تخريج الطلاب وتوزيع الشهادات عليهم إلى دور أوسع يتمحور حول متابعتهم في مرحلة ما بعد التخرّج، والتحقق من انخراطهم بسوق عمل يُلبي طموحاتهم وتطلعاتهم. من هنا لا بد من إعطاء الطلاب فسحة من الحرية للتعبير عن آرائهم وتطلعاتهم وللمشاركة في صنع القرار مما يُساعد على تعزيز استراتيجية الجامعة التعليمية.
يشكل ضمان الجودة عاملاً مهماً يسير جنباً إلى جنب مع تحسين نوعية التعليم العالي وإدراكه يتمحور حول بعدين مهمين:
- الأول: رفع الكفاءة الداخلية للجامعة عن طريق ضمان جودة مدخلات التعليم الجامعي.
- الثاني: رفع الكفاءة الخارجية للجامعة عن طريق ضبط المخرجات والتحقق من جودتها وذلك من خلال إنشاء الهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي.
من هنا لا بد من إحاطة الإجراءات اللازمة لتحسين جودة التعليم بالإطار القانوني المناسب لها والراعي لجميع مراحلها طالما أنها متصلة مباشرة بالنظم الجامعية الإدارية والأكاديمية.
ربما تكتسب هيئة الآداء الجامعي أهمية مضاعفة إذا ما تكرست في نص قانوني وصارت جزءاً من البنية التنظيمية للجامعة، وهي مولجة بالتقييم المنشود من الناحيتين الإدارية والأكاديمية.
|
|
|
|
|
|
|
