Centre d'Informatique Juridique
Accueil |
Contacts |
Relations Int. |
Signet |
Courriel
ع
|En
|Fr





Bulletin

Concours d'entrée
Concours d'entrée aux différentes facultés pour l'année académique 2023-2024
Support - Informatique 
Vous pouvez télécharger plusieurs logiciels libres de cette section.
+Détails
22/7/2016 - كلمة مدير المتحف الجامعي الدكتور حارث البستاني لمناسبة افتتاح المتحف الجامعي وتعيينه مديراً له

 

أود، بادئ ذي بدء، أن أتقدم بإسمي وإسم أساتذة وطُلاب قسم الفنون والآثار في كلية الآداب والعلوم الإنسانية وأساتذة وطلاب معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية بالشكر الجزيل من معالي وزير الثقافة الأستاذ ريمون عريجي ومعالي رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور عدنان السيد حسين لجهودهما وتعاونهما الوثيق لتحقيق وإنجاز هذا المُتحف: "مُتحف الجامعة اللبنانية للآثار" فلهما منا كل تقدير وإحترام. وأتقدم بالشكر أيضاً من مدير عام الآثار الأستاذ سركيس خوري ومن زملائي في الجامعة ومديرية الآثار وهم بأغلبيتهم من خريجي الجامعة اللبنانية.

 

ومن حسن الصدف أن توافق سنة 2016 اليوبيل الخمسين لنيلي الإجازة التعليمية في الفنون والآثار من هذه الجامعة وكان ذلك في أوائل تموز 1966.

 

وقد علمتنا جامعتنا أصول البحث العلمي في المصادر والمراجع والإستنتاجات الرصينة والموثقة في تفسير وتأويل ما تركه لنا أسلافنا ومنها: أن من لا تراث له لا تاريخ له. ومن لا تاريخ له فهو "فقعٌ بقرقرة" على حد قول القدامى من العرب، أي أنه نبتة وضيعة من نوع الفطر لا أصل لها، ولا جذر، ولا إرتفاع في منخفض من الأرض، يدوسها السائر فلا يشعر بها، ويطمسها خُف البعير فتميع تحته، وينبذُها ظلِف الداجن فلا تمتنع عليه.

 

هكذا الشعب النابئ فجأة، دون هدف، فلا ماضٍ ولا تقليد ولا أصل راسخ في مكان أو زمان.

وهكذا الشعب الطارئ صدفة دون تصميم، عابراً عبور السوام في المرعى الخصيب، أو عبور البضاعة المزجاة في طريق القوافل الأمين.

 

وهكذا الشعب الرحال في سبيل المراتع السهلة.

ولم يكن لبنان، بحمد الله، من هذه الشعوب.

 

فقد شدت به شواهق الصخور إلى أعراق الأرض وآوت المغاور الدهرية أجدادَه قبل انبلاج التاريخ.

 

فكشف عن آثارهم الراقية إلى مئات القرون، دالة على حضارة جماعية تُدون في طلائع حضارات المجتمع البشري في العالم.

 

ولم تنقطع سلسلة التقليد المتتابع عبر الأطوار الظرّانية، منحوتة ومصقولة. والعصور المعدنية، مشغولة ومصهورة والأحقاب التاريخية، رفيعة ووضيعة. والمؤسسات الإجتماعية: مبتكرة رائدة وعادية رتيبة – بيد أنها جميعاً أثّرت في سير البشرية صعداً نحو الحضارة الإنسانية.

 

وهو ما أهاب بنا اليوم إلى إستعادة تلك الآثار والمآثر اللبنانية الأصيلة، وقد إنثالت علينا النوابئ والطوارئ من كل صوب.

 

فإذا دخل الباحث إلى هذا المُتحف الفسيح، متحف المعرفة المتناهية التي لا يكتمل الإنسان من دون الغوص فيه سوف يتنبّه أن الحجارة المتراكمة، الألوان المتكاثفة في مجامعها، الأنغام المتناثرة على لهوات البشر، المتدافعة في ظواهر الطبيعة من صخب الثورة إلى لهاث السكون.

 

الأضوء والظلال المتراقصة في دوران الكواكب، المفردات المتكدسة في صفحات المعاجم، لا تتناسق كلها في الهيكل الشامخ ولا تبرز في التمثال المهذب ولا تتهادى في اللوحة الجذابة ولا تتساوق في السمفونية الراقية ولا تتخاصر في القصيدة الفائقة إلا إذا تعهدتها موهبة الفنان، فأدّبت في جمادها الحياة، وإنتصرت فيها على عقبات الإختيار والإنتخاب، والتنظيم، والتنسيق، حتى التناسب في البناء الفرد وحتى التناغم بين الأجزاء في الكل الواحد: إنه الإبداع: إنتصار العبقري على الصعوبات، إنتصار الروح على المادة.

 

وكما كان البطل الإغريقي ينحدر إلى مقرّ أسلافه في ظُلمات المهادس، فيأنس بذكراهم ويستوحي مآثرهُم ويتقوّى بمحاورتِهم، فيستعيد طاقته ونشاطه، ويرجع مطمئناً واثقاً إلى معترك الحياة، كذلك يجب أن يتوق بعض الموهوبين من رجال الفكر والأدب والتاريخ والفن والسياسة إلى إرتياد مناطق العالم الآخر كي يتعرفوا إلى الأسلاف النوابغ ويستجلوا أسرار شخصياتهم ويفهموا خصائص فنونهم.

 

هو فضول إبن القارح في مشاهدة رجال العلم والأدب في ما وراء القبر، سواء أكانوا من المغفور لهم في درجات النعيم أو من المغضوب عليهم في دركات الجحيم.

 

وهو تشوّق إبن شهيد الأندلسي إلى الإلتقاء بزملائه من شعراء الإنس والجِن وغروره بمنافستهم في النظم والنثر.

 

وهي عبقرية دانتي اليغياري الضاربة في العوالم ما وراء الحدود المكتنهة خفايا الأشخاص والأشياء.

 

وإنما لا بد، في هذه المغامرة الجسور، من رائد واع يمهد الطريق في تلك المتاهات. ولا بد من دليل بصير يقود خطى الزائر المستطلع في ذلك المتحف فيقدمه إلى من يتشوق إلى معرفتهم.

 

وقانا الله جميعاً مغبات التطرف في كل شيء ومعاثر الإدعاء في حل كل شي.

ومتعنا، متواضعين، بموضوعات هذا المتحف الذي يفتح أبوابه لجميع الباحثين والعلماء والمؤرخين، في أية لغة كتبوا وبأي أسلوب بحثوا.

 

عاشت الجامعة اللبنانية

                                                          عاش لبنان

623



211
175
290
274
263
Dernières nouvelles 1 - 5 de 19
Voir toutes les nouvelles
Contact Facultés
Magazine de l'U.L
Projets extérieurs
Partenaires
Liens utiles
Description des équipements techniques
Courriel
Responsables du contenu
Aide électronique
Conditions d'admission générales
Join Us


Tous droits réservés © 2024 | Université Libanaise