نشرت المجلة العلمية (Trends in Microbiology - Cell Press) بتاريخ 30 كانون الأول 2020 مقالًا بحثيًّا يتعلق بدور نظام الكانابينويد الداخلي وتحديدًا ما يُعرف باسم (2-arachidonoyl glycerol (2-AG)) في التخفيف من آثار بعض أنواع البكتيريا المسببة للأمراض المعوية، وذلك تحت عنوان:
TITLE: Endocannabinoids Attenuate the Virulence of Certain Enteropathogenic Bacteria
وجاء هذا المقال نتيجة تعاون علمي وبحثي بين الدكتور مروان عثمان من مختبر ميكروبيولوجيا الصحة والبيئة التابع للمعهد العالي للدكتوراه في العلوم والتكنولوجيا وكلية الصحة العامة في الجامعة اللبنانية مع البروفسور نيكولا بابون (Nicolas Papon) من جامعة أنجيه (Angers) الفرنسية والبروفسور فرانسوا كسافييه ويل (François-Xavier Weill) من معهد باستور (Institut Pasteur) في باريس.
وتعود أهمية الدراسة إلى تفاقم أعداد الأشخاص الذين يعانون من الالتهابات المعوية الحادة وأمراض الإسهال حول العالم وخصوصًا لدى الأطفال ممّن هم دون سن الخامسة في البلدان النامية.
وقد أظهرت نتائج الدراسات الحديثة دور القنّب الهندي (Cannabis) في تعديل وظائف أعضاء الجهاز الهضمي والمناعة وقابلية الإصابة بالأمراض، كما أثبتت أنّ لنظام الكانابينويد الداخلي وتحديدًا (2-AG) دورًا هامًّا في تنظيم وظائف النظام المناعي والتحكم في التهاب الأمعاء وتقليل شدة الإسهال.
وفي السياق، سلّط هذا المقال الضوء على قدرة 2-AG في منح الحماية ضد مسببات الأمراض البكتيرية المعوية عن طريق معاداة مستقبلات البكتيريا ومنها (QseC)، حيث يعبر (2-AG) الغشاء الخارجي لمسببات الأمراض عبر ناقل الأحماض الدهنية المعروف باسم (FadL) وبذلك يمنع (QseC) من الفسفرة الذاتية مما يؤدي إلى تعزيز تثبيط (Inhibit) عامل الفَوعَة(T3SS) المرتبط بمسببات الأمراض المعوية.
في الخلاصة، أثارت نتائج الدراسات الحديثة أسئلة أساسية ومهمة حول ما إذا كانت مركبات القنّب أو مشتقاته الاصطناعية يمكن أن تحاكي الـ (2-AG) لتثبيط عوامل الفوعة وبالتالي التقليل من خطر البكتيريا المسببة للأمراض المعوية وصولًا إلى امكانية استخدامها يومًا ما لعلاج الالتهابات البكتيرية المعوية من دون الحاجة إلى المضادات الحيوية.