
معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي
معالي حضرة الرئيس البروفسور فؤاد أيوب
الزميلات والزملاء،
الحضور الكريم
شرفٌ كبيرٌ لي أن يتم اختياري لخدمة الجامعة من خلال تعييني رئيساً لها، وهو المنصب الذي تقلَّدَه أساتذة كبار تركوا بصماتٍ لا تُمحى وإنجازاتٍ هي مدعاة فخرٍ لنا جميعاً.
إسمحوا لي أن أتوجّه للرئيس فؤاد أيوب بجزيل الشكر على ما قدّمه من جهد وما بذَلَه من وقت، مبادِراً في كل الاتجاهات من أجلِ رفعة الجامعة وتطويرها.
وها أنا اليوم أستلم الشُّعلة منه بحماسٍ والتزام لنستكمل جميعاً مسيرةَ النهوض والتطور.
السيدات والسادة،
أعرف أنّ طريقَنا شاق وتحدياتنا كبيرة، لكنّ قدراتنا على المواجهة أكبر.
قرّرنا أن نقاوم بصلابةِ واقعِنا المرير. قرّرنا أن نَصُدَّ بثباتٍ مدّ الانهيارات التي نشهَدُ عليها وعلى ارتداداتِها على مؤسسات هذا البلد الموجوع والجامعة اللبنانية هي إحدى هذه المؤسسات.
الكلُّ يعاني. وجامعة الوطن وأهلُها في مقدمة هؤلاء المُعانين. صدّقوني، أزماتنا وانهياراتنا لا تُعيق عمل الجامعة فحسب، بل ويا للأسف تَشُلُّهُ، تكادُ توقفُه بالكامل.
لقد أصبح من شبه المستحيل أن يقوم الأستاذ والموظف والعامل بواجباتهم بعدما أضْحَت رواتبُهُم بلا أيّ قيمة تُذكر. أساتذة الجامعة وموظفوها يعملون باللحم الحيّ ومعظم طلابنا يتعلّمون باللحم الحي أيضاً.
لم يعد متوفراً الحدّ الأدنى من مقوّمات تسيير الجامعة بمبانيها ومختبراتها وتجهيزاتها إلخ. باختصار نحن في وضعٍ لا نُحسد عليه. فهل نقف مكتوفي الأيدي؟؟ بالتأكيد لا، لأننا ندرك القوّة الكامنة فينا ولن نتردّد باستخدامها."
أولى مهامنا هي توحيد الصفوف رئاسةً وعمداء وروابط، وراء مطالبهم المحقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعيين العمداء واستكمال مجلس الجامعة، رفع المراسيم التي تؤمّن الإستقرار الوظيفي لأهل الجامعة من أساتذة متعاقدين إلى متفرغين وملاك، لتعيدَ رواتبهم إلى الحدّ الممكن الذي يسمح لهم بالعيش الكريم، وتأمين موازنةً تشغيلية لتلبية المتطلبات الضرورية لعمل المؤسسة، مشيراً إلى أن هذه المطالب ستؤمّن في حال تحقيقا ظروفاً مناسبة لحسن سير العمل في الجامعة وهذا ما يجب أن تدركه الدولة.
لن نتأخر بأن نكون المبادرين لصياغة الحلول واتخاذ القرارات وإعداد المراسيم التي تُنصف الأستاذ والموظف والعامل ورفعِها إلى الحكومة لتُقرّها فتُعيد للجامعة رونَقها وتألُّقها.
نحن على يقين أنّ دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي ومعالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي وكل المخلصين في الدولة سيقفون مع الجامعة ويحققون مطالبها.
يا أهل الجامعة:" أنتم نخبة المجتمع ومنبع الأفكار وأهل الإبداع وأيضاً أهل الصبر والتحمل، فلنتكاتف ونصبر، فالشدة لا تدوم."
زملائي الاساتذة
أنا منكم ومعكم وسأعود إلى صفوفكم، هواجسكم هواجسي، إنصافكم إنصافٌ لي، أمدُّ يدي لكلّ فردٍ منكم لنتعاون وأن نفكر مليّاً بأحبّتنا الطلاب ومستقبلهم."
طلابنا الأعزاء،
أنتم مستقبل بلدنا، أنتم الجيل الواعد، الرهان معقودٌ عليكم. أنمت محطّ آمالنا ومحور حركتنا وعمَلَنا، عهدنا أن تكون مصلحتكم هي أولويّتنا."
شكرا لكم أيها الحضور الكريم،
شكرا لكل من وضع ثقته بي ووجدني أهلاً للمسؤولية ولقيادة السفينة.
الشكر مجددا للرئيس أيوب
وللجميع محبتي وامتناني
اختم رسالتي بالتأكيد على المحبة والتعاون لما فيه خير الجامعة وأهلها.
عشتم، عاشت الجامعة اللبنانية، عاش لبنان.