بين طرابلس شمال لبنان والعاصمة الفرنسية باريس، وُلدت وعاشت قصّة نجاح، بطلتُها خرّيجة الجامعة اللبنانية الدكتورة نادين عدرة.
رحلة المهندسة الشابة مع التميّز بدأت مع فوزها خلال دراستها الثانوية بجائزة “ماري هاسكل” عام 1990 عن موضوع “دور المرأة في كتابات سلمى حفار الكزبري"، ثمّ حازت عام 1996 على دبلوم في الهندسة المدنية من كلية الهندسة – الفرع الأول في الجامعة اللبنانية وإجازة في الأدب العربي من كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الفرع الثالث في الجامعة اللبنانية، فيما أنجزت الدكتوراه في مجال الطاقة المستدامة في المعهد الوطني للعلوم التطبيقية (INSA) في ليون – الفرنسية، لتلتحق بعد ذلك بالمدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية (ESSEC) وكلية إدارة الأعمال (EMLYON) في فرنسا وتنال شهادة في إدارة الأعمال التنفيذية.
وتضيف الدكتورة عدرة إلى مسيرتها عدة مناصب مهمة في شركات فرنسية وعالمية مثل (Total) و (EDF) والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى مشاريع كبيرة في الطاقة المتجددة وتوفير الطاقة، وقد أسّست أولى الشركات الفرنسية التي تهتم بالمباني الخضراء، وإضافة إلى ذلك هي رئيسة إقليمية للجمعية التقنية للطاقة والبيئة في فرنسا (ATEE) المعنيّة بتعزيز إدارة الطاقة في قطاعي الصناعة والمباني والحفاظ على البيئة.
وتشغل منذ عام 2015 منصب مستشارة لوزارة التجارة الخارجية في فرنسا بموجب مرسوم من رئيس الحكومة.
وتقديرًا لنجاحها في تطوير أبحاث الطاقة وقضايا المناخ والأبنية الخضراء، مُنحت الدكتورة عدرة الجنسية الفرنسية وحصلت على جائزة الاتحاد الأوروبي للطاقة المستدامة عام 2009 ولقب سيدات الأعمال الفرنسيّة عام 2014 ووسام الشرف الفرنسي برتبة فارس عام 2017.
ساهمت الدكتورة عدرة بإطلاق مشروع "المنصة التدريبية" على استخدام تقنيات الطاقة الشمسية في معهد البحوث الصناعية في لبنان عام 2014 ووضع الدراسة الأولى لمشروع توليد الطاقة من خلال سقف نهر بيروت.
وعن تجربتها في الجامعة اللبنانية، تقول الدكتورة عدرة: "هذه الجامعة تُخرّجُ الكثير من الاختصاصيين الذين يعملون ويتميزون في لبنان وبلدان عدة، ولهذا السبب، تستحق أن تأخذ حقها ومكانتها وأن تُعزّز بكلّ مستلزمات التطوير... في كلية الهندسة اكتسبتُ الكثير ووصلتُ إلى جامعات فرنسا مزوّدة بمستوًى عالٍ من المعرفة.. وفي كلية الآداب اكتسبت القدرة على الكتابة نثرًا وشعرًا، وهذا ما جعلني أُصدر عددًا من الكتب"...
وتضيف: "رغم المسافة، لبنان يبقى حاضرًا في قلبي وفكري وخصوصًا عندما أشعر أنني قادرة على استخدام الخبرات التي اكتسبتها دوليًّا في سبيل تطوير بلدي وخلق فرص عمل جديدة لشبابه الطوح، وكذلك إعطاء المرأة اللبنانية دورها كاملًا في المجالات كافّة"...
وتقدّم الدكتورة عدرة بين فترة وأخرى محاضرات في فرنسا ولبنان، وذلك إيمانًا منها بضرورة تبادل الخبرات ونقل المعارف الجديدة للطلاب.
يُذكر أن اهتمام الدكتورة عدرة بـ"علم النفس" جعلها تضيف أخيرًا إلى مسيرتها العلمية اختصاص العلاج النفسي (psychothérapie).