معروف أن معهد العلوم الاجتماعية، الذي نصحت بتأسيسه بعثة ايرفد IRFED زمن الشهابية في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي، قد وجد ليلعب دورًا جوهريًا في التخطيط التنموي للبنان من خلال الدراسات والمسوحات واستطلاعات الرأي المخول القيام بها، وفق برامجه الأكاديمية ومركز الأبحاث الذي رافق وجوده تأسيس المعهد. ومعروف أيضًا أن الحرب التي عصفت بلبنان قد قلصت من امكانيات وقدرات هذا المعهد وحدته في إطار أكاديمي تعليمي، وشل مركز الأبحاث فيه، هذا المركز الذي يعتبر الدينامو الأساسي لإعادة ربط معهد العلوم الاجتماعية بوظائفه التي وجد لأجلها.
خلال عامين من تولينا مهام العمادة، عملنا على تحمل مسؤولياتنا أكاديمياً وبحثياً بشكل يفعل طاقات المعهد ويساهم في دينامية تطويره.
أنهينا ورشة تحديث البرامج وفق نظام الـ LMD، كما انشأنا العديد من التخصصات المهنية الجديدة والتي ننفرد كمعهد، في تعليم بعضها على مستوى الوطن، هذا بالإضافة للتخصصات البحثية التي درج المعهد في منحها لطلابه.
عملنا على تفعيل مركز الأبحاث التابع لعمادة المعهد من خلال فتح المختبرات البحثية. ونحن نسعى اليوم لوضع محاور بحثية لكل مختبر كي نراكم المعارف في مواضيع وتخصصات يصبح المعهد فيها مرجعاً علمياً هاماً.
ولقد سعينا في هذا الإطار، لعقد شراكات محلية ودولية: مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، كما مع اليونسكو ومؤسسة الحريري، وذلك لإنتاج تقارير علمية لها علاقة مباشرة بأجندة التنمية المستدامة 2030. ومستمرون أيضاً في هذا التوجه التشاركي سواء على المستوى البحثي أو حتى على مستوى المؤتمرات، الندوات وورش العمل التي لا تتوقف.
والمعهد يعمل في نشاط مستمر بالتعاون مع الكادر الأكاديمي لتطوير نظام الأبحاث الخاصة بالماستر بنوعيه المهني والبحثي، وذلك من خلال ورشات عدة تم عقدها خلال هذه السنة، ومن خلال إصدار العديد من أنواع "الدليل" للطلاب في كتابة الرسالة البحثية والمهنية.
وهم تطوير قدرات المعهد لا تقف عند هذا الحد، فمجلة المعهد نفسها تخضع اليوم لإعادة هيكلتها بهدف تطوير معايير شروط النشر فيها لتظل في مصاف المجلات الجادة في اصداراتها العلمية في حقول علم الاجتماع.
ونحن نعقد الآمال الكبيرة لتصبح مشاركة معهدنا أساسية في ادخال البيانات الاحصائية كعنصر أصيل يعتمد عليه في بناء السياسات والاستراتيجيات سواء في تطوير معهدنا أو حتى الجامعة اللبنانية، كما سنسعى إلى تطوير مساهمات الأبحاث الكمية التي ينتجها المعهد لتخدم هذا التوجه التنموي على مستوى الوطن.
|